وضع إنساني متفاقم.. خفض حصص الغذاء يهدد بمجاعة في السودان
وضع إنساني متفاقم.. خفض حصص الغذاء يهدد بمجاعة في السودان
يتصاعد القلق الإنساني في السودان مع إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة خفض حصص الغذاء المخصصة للمناطق الأكثر تضرراً بسبب نقص التمويل اعتباراً من يناير المقبل، في وقت يعيش فيه ملايين السودانيين بالفعل على حافة المجاعة نتيجة الحرب المتواصلة.
ويأتي هذا القرار في سياق أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تعاني مناطق واسعة، خصوصاً في دارفور وكردفان، انعداماً حاداً في الأمن الغذائي بفعل القتال، وتعطل سلاسل الإمداد، والقيود التي يفرضها طرفا الصراع على وصول المساعدات إلى المدنيين، بحسب ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، اليوم الخميس.
وحذّر مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في برنامج الأغذية العالمي، روس سميث، من أن خفض الحصص سيصل إلى 70 في المئة في المناطق التي تواجه المجاعة، و50 في المئة في المناطق المعرضة لخطر شديد، مؤكداً أن التمويل قد يبلغ مرحلة حرجة بحلول أبريل 2026.
وأشار سميث إلى أوضاع مروعة في العديد من المدن والمحافظات السودانية مثل دارفور وكادوقلي والدلنج بجنوب كردفان.
وفي محاولة لتخفيف الكارثة، تتجه قوافل أممية إلى طويلة لتغطية احتياجات 700 ألف شخص لشهر واحد، وسط أرقام تكشف عمق الأزمة، بينها 650 ألف نازح و350 ألف شخص يعانون نقصاً حاداً في الغذاء بكردفان.
شهادات مروعة للمدنيين
تكشف شهادات المدنيين حجم المأساة، إذ تصف خديجة موسى من كادوقلي كيف تحولت مناطق زراعية ورعوية إلى بؤر جوع بعد توقف الأنشطة الاقتصادية، وتأخر المساعدات، وارتفاع الأسعار، ما دفع الأسر إلى تقليص الوجبات وإلى نزوح قسري نحو الأبيض.
ويؤكد ناجون من مناطق تشهد اشتباكات أن الحصار والدمار دفعا البعض إلى تناول علف الحيوانات، وسط انعدام الدواء والغذاء، محذرين من أن توقف المساعدات سيقود إلى الهلاك الجماعي.
وفي العاصمة الخرطوم، ترصد منظمات شريكة للأمم المتحدة آلاف الأسر التي تعاني انعداماً حاداً في الأمن الغذائي مع ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 500 في المئة، واضطرار العائلات إلى تفويت الوجبات وبيع ممتلكاتها للبقاء.
غلاء وانسداد الأفق
يتحدث متطوعون وتجار عن هشاشة غير مسبوقة، مع توقف المطابخ الجماعية بسبب نقص الدعم، وركود الأسواق رغم وفرة السلع نتيجة الغلاء وتراجع الدخل.
ويجمع هؤلاء على أن أي خفض إضافي في حصص الغذاء سيحوّل الأزمة إلى مجاعة حقيقية، ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لتأمين التمويل وفتح ممرات إنسانية آمنة، ووضع حلول مستدامة تقي ملايين السودانيين خطر الموت جوعاً.











